للطفل الموهوب خصائص وصفات يتميز بها، وتجتهد الدراسات في التعرف عليها. وتلقى هذه الدراسات اهتمامًا خاصًا لدى كثير من الجهات المعنية بالطفولة والموهبة. وكذلك اهتمام الآباء والأمهات.. هنا نستعرض بعضًا من هذه الخصائص والسمات.
اللغة والتعليم :
يظهر الطفل الموهوب براعة لغوية متقدمة، فهو يتكلم ويقرأ مبكرًا، ولديه مفردات لغوية كثيرة، ويستمتع بالتعبير الذاتي، خصوصًا في حواره ونقاشه مع الآخرين، كما أن لديه طريقة فريدة في التعلم وتفوق مدة انتباهه عن المعدل المتوسط، ويسأل العديد من الأسئلة.
وفي إمكان الطفل الموهوب أن يظهر مهارات عالية في قوة الملاحظة وأن يحفظ المعلومات عن مشاهداته وقراءاته، بل يبدي رغبة في تحدي المشكلات التي تواجهه، وفي اختيار النشاطات المتطورة جدًا والمعقدة مثل لعبة «الشطرنج» في سن مبكرة كسن الخامسة.
ويعرب الموهوب عن رغبته في التعلم والتعرف على كثير من الكتب المتنوعة والأطالس والموسوعات، واهتمامه بالتقاويم السنوية والساعات الحائطية الكبيرة، والألغاز، وهو بارع أيضًا في فنون الرسم وغيرها من الفنون.
التطور الحركي النفسي والتحفيز :
ومن عادات الطفل الموهوب أن يصحو مبكرًا ويظهر سيطرة جيدة على الحركة في الكتابة المبكرة والمتقدمة أيضًا، وكذلك في التلوين وبناء الأشياء، كما أنه محب للأمور التي تتطلب الاستعلام. وتراه مدفوعًا بحبه لاستكشاف الأشياء وشغوفًا بحب الاستطلاع، لذلك يكثر من قول «لماذا»؟ ويريد السيطرة على البيئة ويستمتع بالتعلم. إنه نشط للغاية يسعى دؤوبًا لتحقيق الأهداف، إضافة إلى رغباته الاستهلاكية واسعة النطاق.
الخصائص الشخصية الاجتماعية :
وللطفل الموهوب خصائص اجتماعية يتميز بها، فهو يقضي في النوم وقتًا أقل، ويعتمد كثيرًا في اتصالاته على الكبار، ويتعامل معهم بشكل أكثر فاعلية من تعامله مع الأطفال، لكنه يعاني ما يلاحظه في ممارسات الكبار من التضارب والتناقض وعدم التسلسل المنطقي عندهم، وهو في الوقت نفسه ذو حساسية تجاه السلوكيات غير الشريفة أو تلك التي تنم أحيانًا عن عدم الإخلاص منهم، ويبدي وعيًا بمسائل أو قضايا كبيرة مثل الموت والحرب والمجاعات في العالم.
وهنا نسجل ملحوظة مهمة هي أن الطفل ليس مطلوبًا منه أن يظهر كل هذه الخصائص أو معظمها ليتم تحديده كطفل موهوب، لذلك فرؤية عدد من السمات والمميزات في طفل واحد تدل على الحاجة إلى التدقيق في مدى موهبة الطفل.