للسفر مكانة خاصّة في قلوب الصغار خصوصاً إذا كان يهدف إلى قضاء إجازة في مكان يفضّلونه. فهم لا يطيقون صبراً حتى الوصول للمكان المنشود فيتّخذون وقت السفر لعباً ولهواً، ويجعلون من الرحلة سواء كانت بريةً أو جويةً مشقّة على الأهل، مهما قربت المسافة أو بعدت..
توضح الإختصاصية الإجتماعية زينة بشير «أن السفر برفقة الأطفال متعب للأهل، خصوصاً عندما يصطحبون طفلاً دون سن المدرسة، إذ يصعب توجيهه والسيطرة على تحرّكاته. وإذا كان رضيعاً تتضاعف المشكلة، وقد ينتابه البكاء المستمر إذا شعر بعدم الراحة مما يزيد من متاعب السفر على الوالدين». وتضيف: «رغم صعوبة هذا الموقف، إلا أن قليلاً من التنظيم قد يساعد الأم في تحويل هذه المشقّة إلى تجربة قليلة المشكلات».
بعض النصائح
هذه بعض النصائح التي ستساعدك في الحصول على سفر مريح وممتع:
> تدوين الملاحظات والترتيبات قبل السفر بأيام، ومراجعتها قبل مغادرة المنزل لتلافي نسيان الأغراض الهامة.
> التأكّد من صلاحية جوازات السفر والتأشيرات، وإذا كان للطفل جواز سفر خاص يفضّل أن يكون مع الأم حتى لا يفقد.
> الوصول إلى المطار قبل الوقت المحدّد بساعات، تفادياً لتأخير قد يحدث نتيجة زحمة المرور أو بسبب طول الطوابير الخاصّة بإنهاء إجراءات السفر.
> يمكن ترتيب حقيبة خاصة لكل طفل تحتوي على أغراضه الهامّة (مناديل ورقية، وجبة خفيفة، قارورة مياه، ملابس احتياطية، لعبته المفضّلة)، ويمكن وضع هذه الأغراض في حقيبة تحمل على الظهر للأطفال الأكبر سناً.
> عدم الإكثار من تناول الطعام والشراب قبل بدء الرحلة، سواء كان السفر براً أو جواً لتفادي الشعور بالدوار والغثيان.
> يمكن إعطاء الأطفال بعض الأدوية المنوّمة حتى تمر الرحلة بسلام وهم نيام، إلا أنه يجب استشارة الطبيب المختص قبل إعطاء الطفل أية أدوية، فبعض العقاقير يكون مفعولها عكسياً حيث تكون أعراضها الجانبية الأرق والهيجان والنشاط المفرط!
بالسيارة...
معلوم أن السفر بالسيارة عادةً يستغرق وقتاً طويلاً قد يمتدّ لأيام. لذا، فإن التحضير له يكون قبل موعده بأسبوع على الأقل، ومن الضروري تأجيله إذا كان أحد الأطفال مريضاً لحين تمام شفائه.
ومن الإستعدادات اللازمة للسفر البري:
> أن يكون الطعام والشراب كافياً للجميع.
> أن يكون ضمن أغراض الطفل بعض الأدوية كمخفّض الحرارة، مع الحرص ألا يتعرّض الطفل للشمس لفترات طويلة أثناء السفر.
> يمكن للأم أن تقضي على الملل الذي يشعر به الأطفال أثناء السفر بالسيارة عبر اصطحاب عدد من الدمى والألعاب الصغيرة غير القابلة للكسر، وأن تحاول دائماً التحدّث إلى الطفل حتى ولو كان رضيعاً لتجعل من فترة السفر فرصة لزيادة الترابط العاطفي بين أفراد العائلة. بالإضافة إلى الإستفادة من المواقف التي تمرّ على الأسرة أثناء السفر لإكساب الطفل خبرات جديدة في الحياة.
للحماية...
يفيد خبراء الأمن والسلامة الأهل بجملة من النصائح، عند اصطحاب الأطفال في رحلة طويلة بالسيارة، وذلك على الشكل التالي:
> المقعد الخلفي دائماً هو الأكثر أماناً للطفل، فاحرصي على جلوسه فيه، حتى مع استخدام مقاعد الأطفال.
> لا تتردّدي في شراء مقعد للطفل خاص بالسيارة، ولا تتردّدي في تغييره مع تغيّر حجم ووزن ابنك.
> لا بدّ من استخدام حزام الأمان بالطريقة الصحيحة والمناسبة وطبقاً لعمر الطفل ووزنه. وعليكِ أن تضعيه على مقعده بحيث يكون المقعد بمواجهة مؤخّرة السيارة على أن تربطي المقعد بحزام الأمان، وذلك إذا كان وزنه لا يتجاوز 10 كيلوغرامات. أما إذا كان وزن الطفل بين 10 كيلوغرامات و20 كيلوغراماً فيجب أن يكون المقعد متّجهاً إلى الأمام.
> يمكن وضع مقعد الطفل على الكرسي الأمامي للسيارة بموازاة مقعد
السائق إذا لم تكن السيارة مزوّدة بكيس هوائي، وإلا فالأفضل أن يكون في المقعد الخلفي .
> لا تستخدمي حزام أمان واحداً أو مقعداً واحداً لطفلين.
سفر الرضيع بالطائرة
ينصح خبراء إدارة الطيران الفيدرالية بسفر الرضيع والطفل بالطائرة إذ إنّه أكثر أماناً من السيارة، كما يزيد الأطفال خبرة وحنكة بالسفر ميلاً بعد ميل. ويفضّل عدم سفر الرضيع قبل مضي أسبوعين على ولادته، ويرجع السر في ذلك إلى إعطاء الرضيع فرصة للتأقلم مع البيئة الجديدة، بالإضافة إلى إمكانية اكتشاف بعض الأمراض أو العيوب الخلقية حتى يصبح بالإمكان التعامل معها بالحرص المطلوب.
وتقدّم العديد من شركات الطيران سلة خاصة للرضيع حتى عمر السنتين تسمح برعاية الأم لطفلها، كما يمكنها أن تصبح مثل السرير، وحجز هذه السلة يكون مسبقاً عند حجز التذاكر.
وعن كيفية تعامل الأم مع صراخ الطفل أحياناً أثناء ركوبه الطائرة، يشير الخبراء إلى آلام الأذن، والتي غالباً ما تحدث بسبب انبعاج الطبلة كنتيجة لتغيّر الضغط الجوي في مقصورة الطائرة. والحل للتغلّب على هذه المشكلة هو أن تحاول الأم أن يظل الرضيع فاتحاً فمه أثناء صعود الطائرة وهبوطها، ويمكن إلهاؤه بالرضاعة مثلاً.