روضة الامل النموذجية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
موقع روضة الأملالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 طفلي انطوائي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ورود الأمل

ورود الأمل


عدد المساهمات : 31
تاريخ التسجيل : 18/10/2010
الموقع : معلمة أطفال الفرشات

طفلي انطوائي  Empty
مُساهمةموضوع: طفلي انطوائي    طفلي انطوائي  Emptyالخميس نوفمبر 24, 2011 8:05 am

لدي طفل لا يشارك الآخرين نشاطاتهم ولاأعلم كيف أتصرف معه وأنني قلقه جدا عليه

هكذا بدأ حديث الأم معي

عزيزتي الآم مشكلة طفلك الآنطوائية
من الأمور المتفق عليها تربويا ، أن الطفل تتبلور سلوكياته ، ويكتسب عاداته وقيمه ، وتتكون شخصيته ، وتنمى مهاراته في المرحلة الأولى من حياته ، أي منذ الطفولة المبكرة ، وبالتالي تكون الأسرة هي المنبع التربوي الأول الذي يستقي منه الطفل صفاته الشخصية وعاداته وقيمه ، ومهاراته الاجتماعية ، وسلوكياته الحياتية .

ولم لا ؟ والأسرة هي المحضن التربوي الأول التي ترعى البذرة الإنسانية منذ ولادتها ، ومنها يكتسب الكثير من الخبرات والمعلومات ، والمهارات ، والسلوكيات والقدرات التي تؤثر في نموه النفسي -إيجابا وسلبا – وهي التي تشكل شخصيته بعد ذلك ، وكما قال الشاعر أبو العلاء المعري :

وَيَنشَأُ ناشِئُ الفِتيانِ مِنّا عَلى ما كانَ عَوَّدَهُ أَبوهُ

ومما لاشك فيه أن العصر الذي نعيشه يتصف بالمتغيرات السريعة والمتلاحقة ، في شتى المجالات الحياتية ، وبالتالي أصبحت التنشئة الاجتماعية في ظل هذه المتغيرات من الأمور الهامة والصعبة في آنٍ واحد ، وبالتالي فالأسرة تواجه كما من التحديات المتعددة في عملية التربية لا حصر لها .

وربما أنتجت لنا هذه التحديات الكثير من الظواهر السلبية في التربية عند الأطفال ، مما يجعل البعض منا يتساءل عن كيفية التعامل مع مثل هذه الظواهر النفسية ، وكيفية التغلب عليها ومعالجتها .

ومن هذه الظواهر التي نحاول أن نلقي عليها الضوء في هذه السطور هي ظاهرة الانطوائية عند الأطفال ، فما الانطوائية ؟ وما الفرق بينها وبين الحياء ؟وما الذي يميز الطفل الانطوائي عن غيره ؟ وما أسباب الانطوائية ؟ وهل للحاسب الآلي والتلفاز دور فيها ؟ وما نظرة الإسلام إلى الانطوائية ؟ وهل يأخذ الطفل الانطوائي فرصته في الحياة ؟ وما البرنامج العملي لمعالجتها ؟ ولنا همسة في النهاية .

تعريف الانطوائية وما الفرق بينها وبين الحياء ؟

- هي شعور الإنسان بالنقص أمام الآخرين وانسحابه من الحياة الاجتماعية وعدم التفاعل مع البيئة المحيطة به ، ويكون ذلك ناتجا من عدم امتلاكه للمهارات الاجتماعية الأساسية واللازمة في عملية التفاعل وقلة ثقته بنفسه .

- وأما الحياء فهو إحساس أو شعور داخلي يدفعنا إلى احترام الآخرين وعدم التدخل فيما لا يعنينا ، فضلا عن كونه ترفعا عن المعاصي والآثام .

إذا فالفرق بين الانطوائية والحياء شاسع وكبير ، وذلك حتى لا نخلط – أخي المربي وأختي المربية – بينهما .

أهم ما يميز الطفل الانطوائي عن غيره من الأطفال

هناك مجموعة من السمات التي تميز الطفل الانطوائي عن غيره من الأطفال ، والتي يكاد يتفق عليها الكثير من علماء النفس والتربية ، ومن هذه السمات والصفات :-

ü يتمتع بالإحساس المرهف تجاه المواقف الحياتية .

ü عندما يتحدث نجد صوته خافتا أثناء الكلام ، وربما يتلعثم في الحديث أمام الآخرين من خارج محيط أسرته .

ü يتمتع بالنظرة الشاردة والحزينة ،ويتجنب النظر في عين من يحدثه ، وكلامه محدود ويستخدم الإشارات أثناء الحديث بشكل محدود .

ü ضعف القدرة على التعبير عن المشاعر الإنسانية ، وإذا مر بموقف مؤلم في حياته يفضل الصمت عن الكلام فيه .

ü يفضل الانعزال عن غيره من الأطفال ، وبالتالي فهو يفضل المجالات والألعاب التي يغلب عيها الطابع الفردي ، وتكون دافعيته نحو ذاته .

ü يرفض المشاركة في المواقف الاجتماعية المختلفة ( رحلات – نوادي – حلقات – لعب جماعي .... ) لانعدام ثقته بنفسه ، ويتصرف تجاهها بحذر شديد .

ü شبكة الأصدقاء محدودة لديه ، وربما يعجز عن تكوين صداقات جديدة ، لأنه يفضل الانعزال عن الآخرين من خارج محيط أسرته .

ü يتردد في اتخاذ قراراته ، و يحتاج إلي وقت من التفكير قبل صنع القرار .

الأسباب التي تؤدي إلى الانطوائية

أيضا هناك العديد من تلك الأسباب التي تجعل من الطفل إنسانا انطوائيا ، ومن أهمها :-

§ استخدام أسلوب العقاب مع الطفل بشكل مفرط ، خاصة الضرب المبرح .

§ التعنيف الدائم للطفل عندما يخطئ ، وعدم إثابته في حالة الصواب .

§ تلبية كل رغبات الطفل ، وتدليله بشكل مستمر .

§ عقد مقارنة بينه وبين غيره من الأطفال ممن هم في مثل عمره .

§ عدم العدل والمساواة بينه وبين بقية أخوته .

§ إهمال الطفل داخل المنزل وعدم مشاركته فيما يتعلق بالأسرة من مناسبات اجتماعية ، وعدم أخذ رأيه بحجة أنه مازال صغير السن .

وهناك أسباب اجتماعية أخرى قد تؤدي إلى ظهور السلوك الانطوائي لدى الأطفال، منها اضطراب العلاقة الزوجية بين الآباء، وسوء العلاقة واضطرابها مع الأطفال الآخرين من الأشقاء في الأسرة، والاعتماد على الآباء في كل ما يتعلق بقضاء الحاجات، وازدواج المعايير في المعاملة بين الأبناء من قبل الآباء .

أي أن سمة الانطوائية مكتسبة عن طريق الأنماط التربوية التي تستخدمها الأسرة في تنشئة الطفل و المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه الطفل، لذا أشارت كثير من الدراسات التربوية إلى أهمية التنشئة التي يتلقاها الفرد في مراحل مبكرة من الطفولة، منها توقع الآباء أن يتعلم الطفل بشكل سريع أسرع مما تؤهله له قدراته واستعداداته ونضجه، فضلا عن الجهل بإمكانيات الطفل الحقيقية مثل استعداداته العقلية والجسمية والانفعالية، لذا قد يتعرض إلى العقاب البدني أو المعنوي إذا لم يستطع أن يحقق التعلم الذي يريده الآباء منه ، وترى دراسات أخرى أن السلوك الانطوائي لدى الأطفال له علاقة بالجانب الوراثي .

دور التلفاز والحاسب الآلي في الانطوائية

في دراسة د. ميرون أورلينس لمؤتمر (الأسرة والتكنولوجيا والتعليم) بجامعة إلينوي 1997م، أكد أن استخدام الطفل للحاسوب ربما يؤثر على حياته الشخصية وعلاقاته الأسرية وعلاقاته بالأصدقاء، وحذَّر من تصاعد المخاوف من ضعف النمو الاجتماعي للطفل الذي يتزايد استخدامه له، وقال إن هذه المخاوف ليست جديدةً حيث أكدت الدراسات أن الدوائرَ الإلكترونية مثل التليفزيون والحاسوب وألعاب الفيديو لها نفس الخطورة على التفاعل الاجتماعي للطفل.

نظرة الإسلام إلى الانطوائية

نجد الكثير من المواقف التي تحث الإنسان على الجرأة وترغبه فيها ، وتطالبه بالبعد عن الانطوائية ، وترهبه منها ، ومن ذلك قول الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -: "المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أعظم أجراً من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم"

الطفل الانطوائي وفرصته في حياة صحية

الواقع أن الأطفال الانطوائيين لا يتمتعون بحياتهم بشكل أفضل ، ويعترضهم الكثير من المتاعب والمشاكل في حياتهم ، فالصوت الخافت ، وقلة المهارات الاجتماعية أو انعدامها لديهم ، وصعوبة التواصل الاجتماعي مع الآخرين ، كل ذلك يحرمهم من الكثير من فرص الحياة الجيدة ، كما أنها تمنعهم من الاستفادة من مواهبهم وطاقاتهم وإمكانياتهم الموجودة لديهم ، وتجعلهم يعيشون في قالب واحد .



برنامج عملي لمعالجة الانطوائية لدى الأطفال

أختي المربية – إذا كان لديك طفلا يعاني من الانطوائية ، أو من الخجل بشكل زائد ، فعليك أن تستخدم معه هذا البرنامج لمعالجة هذه الظاهرة ، وذلك باتباع الآتي : -

× الابتعاد عن الأسباب التي تجعل الطفل انطوائيا " سبق ذكرها " .

× إقامة حوارات متواصلة مع الطفل ، وخاصة في الأشياء المحببة إليه ( طعامه وشرابه - ألعابه – ملابسه ... ) .

× احتضان الطفل ، والتبسم في وجهه ، وأخذ رأيه في الأمور التي تناسب عمره الزمني ، وخاصة تلك التي تتعلق بالأسرة أو أشياء خاصة به ( شراء ملابسه – ترتيب المنزل .... ) .

× استماع آراء الطفل ، وعدم تجنب القصص التي يأتي بها بحجة ضيق الوقت أو عدم أهميتها .

× إشراك الطفل في القيام ببعض الأعمال التي تناسب عمره ( ترتيب غرفته – مساعدة الأم في المطبخ ... ) .

× تشجيع الطفل على المشاركة في المحافل الاجتماعية المختلفة ( رحلات – حلقات – زيارات – اللعب الجماعي ) وحثه على مشاركة أصحابه في أفراحهم وأحزانهم .

× تعليم وتدريب الطفل على النظر في عين من يحدثه .

× تشجيع الطفل على تكوين صداقات جديدة وخاصة من البيئة المحيطة به من أقربائه وجيرانه ، ولنساعده في بداية الأمر على ذلك بأن نقوم بدعوتهم لزيارته بعد الاتفاق معه .

× تجنب نصح الطفل أمام الآخرين ، وإنما إذا أردت أن تنصحه فليكن ذلك على انفراد ، مع التلطف في النصيحة .

× حث وتشجيع الطفل على ممارسة هواياته التي يحبها ، وخاصة تلك التي تسهم بشكل فعال في زيادة الجرأة لديه .

× إلحاق الطفل بروضة للأطفال ؛ ليخرج من عزلته ، ولأن ذلك يسهم بشكل فعال في دمج الطفل وسط الصغار ، وإكسابه العديد من المهارات الاجتماعية فضلا عن تكوين الصداقات العديدة .

× وأخيرا الدعاء للطفل أن يرزقه الله الجرأة ويخرجه من طور العزلة وأن تستعين بالله تعالى على تربيتهم


ما هو اضطراب الانعزال عند الطفل ؟
هو من اضطرابات الشخصية قليلة الحدوث عند الأطفال , و يعاني الطفل في هذه الحالة من شعور بأنه غير كفء و غير جدير بالاختلاط مع الأشخاص الغرباء , خوفاً من التعرض للسخرية و الرفض أو الإذلال , و يتميز الأطفال و المراهقون المصابون بهذه الحالة بزيادة الحساسية و الخوف من التعرض للانتقاد و نقص الثقة بالنفس.

ما هو سبب العزلة الاجتماعية عند الأطفال و المراهقين ؟
يعتقد بعض المؤلفين بعدم وجود مثل هذا التشخيص ويعتبرونه جزءً من صورة القلق المعمم عن الطفل . يختلف سير هذا الاضطراب على المدى الطويل من طفلٍ لآخر.

كيف تتظاهر رغبة الطفل أو المراهق بالانعزال و عدم الاختلاط و ما هي أعراض عزلة الطفل الاجتماعية ؟
ويصاب الصبيان والبنات بالتساوي. يملك القلق المفرط ميزة كونه أكثر خطورة في التشخيص من حالات قلق الفصل وتشاركه بعض حالات الرهاب البسيطة والاضطراب الهلعي panic وعادة ما يتأخر تظاهره بوضوح حتى سن البلوغ. و يتميز الاضطراب التجنبي avoidant disorder عند الأطفال و المراهقين بوجود واحد أو أكثر من الأعراض التالية :
• فزع مفرط الشدة من التماس مع الأشخاص غير المألوفين
• حدوث العزلة الاجتماعية،
• يحتفظ الأطفال والمراهقون الذين يعانون منه من الرغبة بالاختلاط بالعائلة والأقران المألوفين.
• يشكو الأطفال المصابون باضطراب القلق المفرط من مخاوف لا أساس لها حول أحداث المستقبل
• و يكون هناك قلق مفرط تجاه الاهتمامات المتعلقة بالجدارة الشخصية ومدى ملائمة مظاهر السلوك السابقة.
• كثيرا ما يعاني الأطفال المصابون من أعراض جسدية ويكونون واعين لذاتهم وبحاجة إلى كثير من الحنان و التطمين.
ما هو علاج ميل الطفل للعزلة الاجتماعية ؟
أكثر الحالات تزول مع الوقت و نمو الطفل من خلال تطمين الطفل و تشجيعه على الاندماج التدريجي مع المحيط خارج إطار العائلة , و في حال فشل محاولات الأهل يتم تحويل الأطفال للمعالجة النفسية خاصةً إذا أدى انسحاب الطفل الاجتماعي إلى تغيب الطفل أو المراهق عن المدرسة أو الأعمال الهامة , حيث يوضح المعالج النفسي للطفل توقعات الوالدين فيما يتعلق بعودته للمدرسة واضعاً برنامجاً متناسقاً يشمل المدرسة والأهل والطفل، و تفيد المعالجة الأسروية وتدريب الوالدين في إماطة اللثام عن الدوافع المختبئة وراء الشكوى سعياً وراء تحقيق زيادة ثقة الطفل بنفسه , و قد يكون من الضروري أحياناً استخدام أدوية مضادة للقلق أو مضادة للاكتئاب لتعزيز نجاح المعالجة.


لذلك تأتي هنا أهمية الأسرة في مساعدته في تأصيل الثقافة التي ينتمي إليها، ومساعدته على التعبير عن ذاته في ظل هذا التنوع من الثقافات، حتى لا يكون مصيره الخوف والإنعزال من مواجهة العالم المحيط حوله.

إن عدم قدرة الطفل على التعبير عن حاجاته أمام الآخرين بالطريقة التي يراها مناسبة، وعدم قدرته على الانخراط في المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه من شأنه أن يؤثر على مفهومه نحو ذاته، والميل إلى الشعور بأنه غريب عن هذا الواقع ومن ثم الانعزال عنه، هروباً من المواجهة والوقوع في الخطأ أو الاحراج، لذلك علىالأسرة مساعدته في الاندماج الاجتماعي والمواجهة عن طريق :

- الألعاب الجماعية التي يشترك فيها مجموعة من الأطفال مختلفي الثقافات.

-الاحتكاك مع الأطفال الآخرين من ثقافات مختلفة.

-الحوار مع الطفل حول الأشياء والسلوكات التي يراها من الآخرين وتوجيهه أولاً بأول حول ما يمكنه الاقتداء أو الإبتعاد من سلوكيات.

-الاعتماد على اللعب التعبيري والتمثيلي والقيام بالأدوار للأطفال الذين يشعرون بالخجل.

-اصطحاب الطفل مع الوالدين وتعريفه على الآخرين، مع ذكر إيجابياته وقدراته

-استخدام التعزيز عند ظهور سلوكيات جريئة ومبادرة من الطفل.

-زرع روح المبادرة والتعبير عن الرأي عند الطفل، وحرية الاختيار واتخاذ القرار.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
طفلي انطوائي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الامل النموذجية :: الفصول الدراسية :: اسرة الفراشات-
انتقل الى: