إن تكوين شخصية الفرد ناتج بدرجة كبيرة من عمليات التعلم التي مر بها خلال تفاعله مع البيئة خاصة فى فترات الطفولة والشباب حيث تزداد القابلية للتعلم أثناء مراحل النمو الأولى
فأنت مسئول بالدرجة الأولى عن شخصية ابنك أو ابنتك .. فأنت الذى تغرس فيه السلوكيات الايجابية أو العادات المرضية البذيئة
فالطفل بل وحتى الفرد البالغ يحاكى ويقلد ويتوحد مع شخصيات المحيطين به
فأنت مسئول عن تعليم ابنك بل وكل من له علاقة ذات استمرارية معك سلوكيات مثل النظام والمسئولية أو الاستهتار والاعتمادية .. الاتزان أو الاندفاع والحماقة
فالآباء الذين يشكون من جحود أبنائهم أو عصيانهم سيجدون أنهم لم يعلموا أبناءهم عادة الشكر والتقدير , واحترام وتقبل الآخر
فالطفل الصغير إذا لم يتعلم أن يبدى شكره وامتنانه بالفعل وبالتعبير الفظي الواضح عند كل مساعدة يحصل عليها .. ينشأ جاحداً غير شاكر .. وغير مقدر لعطاء الأخرى
والطفل الإعتمادي المدل الذى تعود أن يحصل بسهولة على كل شئ ينشأ ضعيف الشخصية عاجزا عن الكفاح من اجل تحقيق أحلامه وأهدافه
والطفل الذى يرى والده لا يهتم بتقدير الآخرين والاهتمام بأمورهم ينشأ أنانياً ونرجسياً يعشق ذاته ولا يحب سواها
والآباء الذين يشكون من استهتار وفوضوية الأبناء تجدهم مقصرين فى تعليم أبنائهم منذ الصغر النظام والالتزام وتحمل المسئولية
فيجب أن يتعلم الطفل منذ الصغر أن يرتب سريره وملابسه وغرفته وكتبه .. وان ينظم يومه وساعات مذاكرته ولعبه
كذلك فإن الشكوى الدائمة من الأبناء لا تعدل سلوكهم
كما أن الإسراف فى النصائح والتوجيهات .. أمر ممل وغير محب بل وغير مجد فى كثير من الأحيان
ولكن الأسلوب العملي المنظم .. أن تدرك أن تغيير السلوك أمر ممكن ، وان سلوك الإنسان يمكن تعديله أو تشكيله أو صقله وذلك عن طريق الأساليب العلمية السليمة .. من أهمها تقديم القدوة والنموذج الجيد لمحاكاته والتوحد معه ..ثم استخدام أسلوب التعزيز بالمكافأة والتشجيع والتدعيم
أما التغير فى السلوك الناتج عن العقاب أو النقد والتقريظ لا يستمر طويلا
كما يجب أن تعلم أن الابن يتعلم من رؤية كيف يتصرف والده فى المواقف المختلفة أكثر ما يتعلم من خلال نصائحهم وتوجيهاتهم
فيجب ألا تنفعل باستمرار أمام أبنائك .. لأن ذلك السلوك يتعلمه الأبناء كأسلوب فى الحياة .. حيث يصبح التوتر والانفعال والطرق الغير عقلانية فى مواجهة المشاكل عادة رذيلة هدامة
كما يجب عليك أن تلحظ أية لمحة ايجابية تصدر من طفلك .. فتشجعه عليها وتعبر له عن سرورك وامتنانك لما صدر منه من سلوك حسن مرغوب
فالحنان والحب .. والتقدير والتشجيع .. لهم فعل السحر فى تغيير سلوك الفرد إلى الأفضل
أما إذا صدر منه سلوك غير مرغوب .. أو تصرف سيئ فما عليك إلا أن تتجاهل وبحزم .. وبدون توتر أو انفعال
كما يجب آن تعلم أن أساليب تعديل السلوك تحتاج لفترات طويلة .. ولصبر ويقظة ، فهو يحتاج من2_6 شهور فى المتوسط.
الخلافات الأسرية واكتئاب الأطفالي
تأثر الطفل سريعاً بكل ما يدور حوله ويتفاعل معه بدرجة أكبر من الشخص الأكبر منه، خاصة عند وجود خلافات أسرية أو ظروف محيطة مشحونة بالإحباطات ما يترتب عليه أن يتولد عند الطفل شعور بالإحباط والكبت وتقيد الحركة. وقد أظهرت دراسة أكدت أن الأطفال الذين يعيشون في كنف عائلات تسودها الخلافات والمشاجرات الزوجية، أو تضطرهم ظروف طلاق الأبوين للعيش بعيداً عن باقي أفراد الأسرة؛ غالبا ما يصابون بالاكتئاب والأمراض النفسية.
أسباب حدوث الاكتئاب عند الأطفال:
- سوء المعاملة والشجار الدائم بين أفراد الأسرة.
- عدم الاتفاق على طريقة موحدة في تربية الأطفال.
- الظروف المتراكمة والمشاكل العائلية الكثيرة.
- كبت الطفل وحرمانه من العب مع أقرانه.
الأعراض التي تظهر على الطفل المصاب بالاكتئاب:
- فقدان الشهية لتناول الطعام، ونقصان في الوزن، أو الإفراط في تناول الطعام.
- الاضطرابات في النوم أو النوم أكثر من الازم وخاصة أثناء اليوم الدراسي.
- بطء في ردود الفعل عند التحدث والمشي والكسل الشديد.
- الحزن الشديد والرغبة ملحة في البكاء.
- الشعور الدائم بالقلق والتوتر والاضطراب والخوف من أبسط الأمور.
- إيذاء الطفل لنفسه جسدياً، أو القيام بأعمال تعرض الطفل للخطر.
- تجنب التعامل مع الآخرين والهروب من الأنشطة المتعة.
- الاعتمادية الشديدة على الآخرين.
- القيام بأعمال مزعجة للأهل بغرض جذب الأنظار إليه.
- تدني المستوى الدراسي للطفل.
علاج اكتئاب الأطفال في خطوات بسيطة:
- إبعاد الطفل عن مشاهدة الخلافات العائلية.
- توفير جو مناسب وبيئة بعيدة عن المؤثرات السلبية التي قد تحبط الطفل.
- مساعدة الطفل في تفريغ شعور الإحباط بالرحلات والألعاب.
- حرص الوالدين الجلوس مع الأطفال في أجواء هادئة.
- تشجيع الطفل على العب مع أقرانه.